الثلاثاء، 7 يناير 2014

رد على المقال المسيئ

بسم الله الرحمان الرحيم
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] صدق الله العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين سيد الخلق أجمعين أجمعين وناصر الحق بدعوته إلى يوم الدين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب خاتم الأنبياء الكرام والمبعوث رحمة للأنام { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128] صدق الله العظيم.
بادئ ذي بدء لا يسعني ، كغيري من المسلمين، إلا أن أندد وأشجب كل إساءة أو مسبة أو شتم أو تنقيص أو قذف يوجه لشخص بريء أحرى أن يكون ذالك الشخص المقذوف نبي الرحمة المهداة والصادق المصدوق الذي قال فيه جل من قائل:
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم، صدق الله العظيم.
إنني على يقين بأن كل أولئك الأقزام لن ينالوا من مقام خير الورى إلا كما ينال ذالك القزم الذي يمد يده الشلاء لينال بها الثرياء وكما قال الشاعر:
                           كناطح صخرة صماء ليوهنها      فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.
ومهما أرجف المرجفون وأساء المسيئون وأجلبوا بخيلهم ورجلهم لن يزيد ذالك رسول الله إلا عزة ورفعة في نفوس المسلمين والمؤمنين وأنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا- إذ أكتب هذه السطور القليلة المتواضعة في حقه صلى الله عليه وسلم أعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم في غنى عن من يدافع عنه فالله قد عصمه من الناس جميعا ولا شك أن ذالك في حياته وبعد مماته إلا أنني أنا المحتاج إلى شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ونرجوا من الله العلي القدير أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه ولي ذالك والقادر عليه. ونسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين  كما نسأل الله أن يهدي كل ضال وخاصة صاحب المقال المسيء لصاحب الحضرة الشريفة والمكانة الرفيعة صلى الله عليه وسلم ونرجو له التوبة النصوح والعودة إلى حظيرة وظلال دوحة الإسلام الوارفة ونأسف لما جرى له تأسيا برسولنا الكريم الذي كان يأسف حين كان يسمع عن موت كافر فيقول بأبي هو وأمي: نفس أفلتت مني إلى النار أو كما قال صلى الله عليه وسلم وعظم وبارك وشرف.
وبعد هذه التوطئة والمقدمة التي أراها ضرورية في هذا المقام أود أن أشير إلى بعض القضايا التي أرى أنه من الضروري أن يسلط عليها بعض الضوء لعل أصحاب العقول المستنيرة والبصائر الثاقبة أن تفحصها بروية وتمعن بعيدا عن العاطفة الجياشة والفهم الأرعن.فإذا كان بعض الذين يدافعون عن قضايا عادلة ومحقة لا يدركون ولا يفهمون أن الدين الإسلامي ليس مسئولا عن واقعهم المزري والمتردي الذي يعيشونه اليوم  وإذا كان هؤلاء يجهلون الدين حيث يلصقون به كل المآسي التي تحل بهم، فإن التأويل المصلحي للنصوص الشرعية من قبل فرسان القلم والدواة ( الزوايا)  في هذا البلد أسهم ويسهم بشكل كبير جدا ومباشر في ظهور هذه الردود الفعلية الشاذة والغير مبررة طبعا، فمن درس الدين وتفحصه لا يمكن بأي حال من الأحوال ولا بأي وجه من الوجوه أن يلصق به أية تهمة ولامنقصة وأقصد بالدين هنا الذي جاء به نبي الهدى والرحمة لا ما يمارسه أهل موريتانيا قديما وحديثا فمن وجهة نظري أعتقد أن ما يمارس في المجتمع الموريتاني بكافة مكوناته : البيظان والسوننكى والهار بولار والوولوف بعيد كل البعد من تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم . فهذه التراتبية الطبقية المقدسة لدى المجتمع والتي على أساسها يتم التفاضل بين الناس بغض النظرعن التدين والتقوى التي جعلها الله معيارا للتكريم والتفاضل بين عباده ففي المجتمع طبقات ذيلية حكم عليها بالدونية  والذلة والهوان من طرف المجتمع ولا يشفع لهم دين ولا خلق ولا علم ولا معرفة وكأن الله خلقهم بهذه الصفات ولهذه المكانة وليس لهم
أن يتجاوزوها مهما كان السبب وهذه لعمري أم المصائب والكوارث والنوائب التي تنهش كيان هذه الأمة المتهالك أصلا.
إن المنظومة القيمية التي يعيش فيها مجتمعنا لا تتماشى والنظم والأعراف الدولية و الإقليمية  وإذا تقرر ذالك فمن واجبنا ومن حقنا كذالك أن نستبدلها بغيرها  يكون نابعا من صميم ديننا الحنيف ويتماشى ومتطلبات العصر والزمن الذي نعيش فيه. فمن غير المقبول أن نظل ندين  في القرن الواحد والعشرين بالأساطير والخرافات  والترهات والأباطيل من قبيل ، على سبيل المثال لا الحصر، و << وأن لمعلمين أصلهم روثة حمار>> أما ما يقال عن العبيد فحدث ولا حرج فهم غير مخاطبين بالشريعة أصلا ، حسب الدستور البيظاني مما يعني انهم في درجة الحيوانية أو ربما أقل. هذا وللأسف الشديد هو عقدنا الإجتماعي الذي نمارسه ونطبقه اليوم ولا نرضى عنه بديلا فهناك طبقات ذيلية (العبيد، لمعلمين، إيكاون، آزناكه، الخدمان...)  خلقوا لخدمة الأسياد و الترفيه عنهم  هكذا تنص المادة الأولى والأخيرة من نص العقد الإجتماعي الموروث الذي لا ينبغي أن يعدل ولا يغير فهو ، حسب فقهاء ومنظري وسدنة التخلف والركود ، دائم سرمدي أبدي.
وإذا ظل المجتمع أو بعضه متمسكا بهكذا عقليات ويتصرف على أساسها فلن نعدم بين الفينة والأخرى بروز ناعق من هنا أوهناك يشتم ويسب ويلعن ولا يبالي على من تقع، فالظرف الزمني الذي نعيش فيه اليوم لم يعد كما كان قديما فالعالم اليوم عبارة عن قرية واحدة أو قل بيت واحد نظرا للتطور المهول والمتسارع الذي عرفته وسائل الإتصال وهذا ما يفرض علينا أن نتغير كي نساير ونواكب العصر فجيل اليوم لم يعد كجيل الأمس وعلى المسنين أن يتقوا الله فينا فإننا خلقنا لزمان غير زمانهم. ففي هذا الزمان لا يمكن أن نظل في منكبنا البرزخي بعيدا عن العولمة وإكراهاتها ومستحدثاتها فالحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وحقوق المرأة والطفل وحتى الحيوان كلها أصبحت ضرورة ملحة ولا مناص ولا مفر منها كما أن ممارسة العبودية والإسترقاق والظلم والجور والحيف كلها جرائم لم يعد من الممكن ممارستها تحت جنح الظلام أحرى في وضح النهار. ولنعلم أن الإصرار على ممارستها تحت أية يافطة كانت ستعرضنا دون أدنى شك لما لا تحمد عقباه ونكون بذالك ساهمنا بوعي أو بغير وعي منا في كفر من كفر وإلحاد من ألحد وعلينا ان نبحث عن العلاج الناجع ولا نكتفي في كل مرة بمسيرة أو تظاهرة سرعان ما يخفت صوتها ويخبت ضوؤها فتنفجر لنا طامة أخرى قد لا نتمكن من إخمادها والسيطرة عليها في الوقت المناسب عندها يكون الخرق قد اتسع على الراتق
ويكون السيف قد سبق البدارى  فلا ينفع الندم ولا تنفع " لو"  وكما يقول المثل الحساني : والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأخشى أن يكون مجتمعنا بإصراره على العنصرية والطبقية والجور والظلم والإقصاء والتهميش ( فالطبقات الذيلية المذكورة آنفا لا يصلح منها
إمام مسجد ولا قاض ولو كان راسخ القدم في العلم والورع  ولا يصح أن تتقلد المناصب السامية ولا الدرجات الرفيعة بنص "الدستور" العرفي ومن ظهر عليه منهم الورع والتقوى ومخاييل الذكاء والفطنة فذالك "مصاص" أو "سلال" أو ..أو..أما أن يكون من عباد الله الصالحين فذالك مستحيل في حقه لأنه وببساطة شديدة "حرطاني" أو " امعلم" أو "آزناقي"...) يساهم في إذكاء مثل
هذه الأحقاد والضغائن وتأجيج نار الفتنة الخامدة فالله، الله، والبدار البدار فيا علماءنا ويا مثقفينا ويا مفكرينا ويا مؤدلجينا اصدعوا بالحق لتجنبونا الفتنة والغواية والهاوية...
ولنعلم جميعا بأن الدستور السليم القويم الصالح لكل زمان ومكان هو قوله تعالى جل من قائل: صدق الله العظيم وبلغ
رسوله الكريم .
رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا وبموريتانيا وطنا

الكاتب : الناجي ولد بلال
أستاذ بثانوية كرو
أرقام الإتصال:22020551 أو 36674324
E-mail : najibilal74@gmail.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق