موضوع 2

رسالة.

موضوع 3

رسالة.

موضوع 4

رسالة.

موضوع 5

رسالة.

الخميس، 13 فبراير 2014

"شورى تواصل" ينتقد تهميش الشباب و"لمعلمين"

رئيس مجلس شورى "تواصل" الصوفي ولد الشيباني
انتقد مجلس شورى التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" تهميش الشباب وشريحة "لمعلمين" في ترشيحات حزب "تواصل" خلال الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة، مدرجا الملاحظتين ضمن ملاحظات سجل لجنة متابعة أداء هيئات الحزب.

وأكد المجلس أن من بين الملاحظات التي سجلها على الانتخابات "عدم ظهور أي عنصر من الشباب في الأرقام الثلاثة الأولى على اللوائح الوطنية ولائحة نواكشوط الجهوية"، معتبرا أن ذلك أدى "لجعل الطاقم البرلماني للحزب في الجمعية الوطنية يخلو من وجود أي شاب ضمنه".

كما انتقد المجلس "استبعاد عناصر شريحة مهمة من المجتمع (لمعلين) من الترشيح في المواقع الثلاثة الأولى في أي لائحة بلدية أو برلمانية على المستوى الوطني"، مؤكدا أن "بعض الأفراد المهتمين بمتابعة أوضاع هذه الشريحة داخل الحزب صنفوا ذلك على أنه تكريس لتهميشها وأودعوا تظلما بذلك الخصوص لدى رئاسة مجلس الشورى".

وفي موضوع الانتخابات انتقد المجلس كذلك "تركز الترشيحات النيابية وخاصة الأرقام المتوقع فوزها في اللائحة الوطنية واللائحة النسائية ولائحة نواكشوط الجهوية في أعضاء المكتب السياسي"، مضيفا أن "سبعة من ضمن التسعة الأوائل في اللوائح الثلاثة المذكورة كانوا من المكتب السياسي".

وأكدت الورقة التي تضمنت أهم ملاحظات مجلس الشورى على أدائه خلال الأشهر الماضية أن "السمة البارزة التي ميزت عمل الجهاز التنفيذي للحزب هي انتظام دورات المكتب السياسي واجتماعات اللجنة التنفيذية"، معتبرة أن ذلك "مكن من مواكبة تطورات الساحة الوطنية وخصوصا في الفترة السابقة للانتخابات البرلمانية والبلدية الأخيرة التي تطلبت متابعة مستمرة للتطورات السياسية وتفاعلات الأحداث بخصوص مسالة المشاركة في الانتخابات وتحديد موقف الحزب من ذلك وتسيير العلاقة بالشركاء السابقين في منسقية المعارضة الديمقراطية".

كما سجل المجلس ما وصفه "باحترام القواعد الديمقراطية الواردة في نصوص الحزب في اتخاذ القرارات"، معتبرا أن ذلك "ساهم في بعض الحالات في ضمان الانسجام رغم التباين الكبير للمواقف بخصوص بعض القضايا داخل المكتب السياسي، كما حافظ على الطابع المؤسسي العام للقرارت".

ورأى المجلس أن مطلب المشاركة في الانتخابات "كان ملحا لدى الأغلبية الساحقة من قواعد الحزب"، إلا أنه رأى أن قيادة حزبه "فشلت في إيجاد مخرج في الوقت المناسب للتحلل من الالتزامات تجاه الشركاء السابقين"

ورأت الورقة أن "الموقف تسبب في إحراج الحزب خاصة أن الانتخابات أجريت دون أن يقدم النظام أي تنازلات مما جعل البعض يعتقد أن الحزب لم يكن صادقا في مواقفه المعلنة مع المنسقية خصوصا وأنه شارك منفردا من بين أحزابها كلها"، مضيفة أن هذه القضايا "استغلها البعض للتشهير بالحزب والتشكيك في مصداقية تحالفاته ومواقفه السياسية".

كما انتقد المجلس في ورقته التمهيدية "التأخر في إعلان الموقف من الانتخابات، وفي تسمية المرشحين، وضعف العناية بدوائر النسبية التي يسهل الحصول على مقاعد برلمانية فيها مما حرم الحزب من الفوز ببعض المقاعد الإضافية"، مضيفا أنه على "الرغم من أن الترشيحات للانتخابات الأخيرة قد تمت بطريقة ديمقراطية وفي ظل احترام نصوص الحزب إلا أنها لم تسلم من بعض النواقص".

الأربعاء، 5 فبراير 2014

وزيرة تعتدي بالضرب على طارق وتصفه ب "افريخ لمعلمين"


ذكرت مصادر متطابقة من بينهم شهود أن رئيسة حزب الحراك الشبابي، وزيرة الثقافة السابقة لاله بنت الشريف طردت عضو اللجنة التنفيذية في حزبها طارق ولد نوح من اجتماع للحزب، وعند إصراره على البقاء طلبت من بعض مرافقيها ومن بينهم المدعو يحي ولد عبد الجليل، إخراح ولد نوح بالقوة، بعد إشباعه ضربا.
وحسب صحيفة تقدمي فقد كانت بنت الشريف تصيح بهم في حالة تشنج هستيرية "وخظوا عني ذ افريخ لمعلمين". وحسب مصادر اخرى فقد استدعت بنت الشريف الشرطة لالقاء القبض على طارق ولد نوح بتهمة "إسالة الدماء في مقر الحزب"، وقد تم إطلاق سراحه اليوم بعد التحقيق والتأكد من أنه لم تسل أية دماء في مقر حزب الحراك الشبابي، غير أن ولد نوح أصر ـحسب المصادرـ على رفع قضية ضد وزيرة الثقافة السابقة. وكانت بنت الشريفة قد منعت ولد نوح لعدة مرات من حضور اجتماعات حزبها بسبب خلافات بينهما في وجهات النظر، حيث ابدى ولد نوح معارضته لها في  ترشيحاتها للانتخابات الاخيرة، التي تمت حسب ولد نوح بطريقة انفرادية تم فيها تغييب التشاور والرأي الجماعي، وكذلك في طريقتها في الانفاق العام لميزانية الحملة، التي كانت، حسب ولد نوح، بعيدة عن الشفافية. وكانت بنت الشريف قد رفضت ترشيح ولد نوح الذي استبدلته، حسب مصادر داخل الحزب، بولد ابريهم، الوافد الجديد الذي تحدثت دوائر ضيقة في الحزب عن شرائه لترشيحه بمبلغ 10 ملايين أوقية. ومن جملة النقاط التي كانت محل اعتراض من ولد نوح، مما أثار عليه حنق بنت الشريف دعمها لتواصل في الشوط الثاني بجيكني و النعمة والطينطان وكرو، علي خلفية صفقة مريبة، حسب مصادر قريبة من ولد نوح.
تقدمي

" حراك لمعلمين " يناقش العدالة الاجتماعية في الإسلام بحضور عدد كبير من المثقفين " صور "

نظم أمس " حراك لمعلمين " ندوة جماهيرية تحت عنوان " الإسلام والعدالة الاجتماعية ,, رسولنا قدوتنا " حضرها عدد كبير من المثقفين الموريتانيين ومناضلي الحراك . وقد تطرقت الندوة للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وشمائله وفضائله مع كوكبة من العلماء والباحثين .
الشيخ أبو بكر ولد عبد الرحمن الشيخ أبو بكر ولد عبد الرحمنجانب من الحضور جانب من الحضورولد محمد موسي : الانفصام حاصل بين النظري والتطبيقي في التعامل الاجتماعي ولد محمد موسي : الانفصام حاصل بين النظري والتطبيقي في التعامل الاجتماعيعرفت الندوة حضورا كبيرا ومتنوعا عرفت الندوة حضورا كبيرا ومتنوعاجانب من المنصة الرسمية جانب من المنصة الرسميةالشيخ المحدث أبو بكر بن عبد الرحمن قدم نماذج من رأفة النبي  صلى الله عليه وسلم ونماذج من عدالته التي طبقها على كل أحد دون استثناء وغيرته على دين الله مذكرا بغضبه عندما جاء حِبُّه ليشفع في حد من حدود الله لأنه سينزل ببنت شرفاء وتأكيده على سواسية الناس أمام الحدود وشرع الله كله.
من جانبه الدكتور محمد الامين محمد موسى الأستاذ الجامعي انتقد ظواهر التناقض في المجتمع وعدم تجسيدها  لتعاليم الدين الإسلامي  والتي لم تفرق بين الألوان والأشكال والطبقية وكانت نموذجا لتكريس العدالة والقضاء على الجاهلية البغيضة من خلال نماذج عمل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عمل على تجسيدها كإمامة الموالي في زمنه وتزويجهم من بنات سادة القوم ، ولد محمد موسي أستاذ علم الإجتماع قال إن العالم إذا لم يكن عاملا تسعّر به النار يوم القيامة وأن هيبة العالم واحترامه ينالها من اتباعه لنصوص الوحي والعلم وأن غيرالعالم العامل لا يستحق ذلك . الشيخ العلامة محمد بن علي الشنقيطي  تحدث عن قصص القرآن في العدالة وحماية المستضعفين؛ حيث ربط بين الرحمة واستقرار العلم، إذ لا علم بلا رحمة . العلامة الشنقيطي  ساق قصة موسى مع الخضر وأدب طلب العلم والتواضع حتى من الأنبياء، منوها بالفتية المتقين الذين رعاهم الله في الكهف، ومتحدثا عن  فتنة المال في نفس السورة . وقد حضر الندوة وفد يمثل الشيخ علي الرضى رئيس المنتدى العالمي لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام كما حضره عدد من المثقفين الموريتانيين من جهات ومشارب مختلفة , واستمرت الندوة حتى وقت متأخر.

الأحد، 2 فبراير 2014

قضية "المعلمين": اقتراحات لترشيد وتثمير الحراك

بقلم : الهادي بن محمد المختار النحوي
تبادلت مراسلات مع أخي الكريم الشيخ الفاضل احمد ولد السالم حول تعقيبه على مقالات لبعض نشطاء حراك " المعلمين" وقد أعجبني ما كتبه الشيخ الفاضل لما تميز به من إنصاف وعدل وركزت فيما كتبت له على أن الإصرار على الإنصاف ونشر العدل وتصحيح المفاهيم بالأساليب المناسبة حكمة وحنكة دون غلو ولا تطرف كفيلة بإذن الله بمعالجة هذه القضية وتلقيت من الشيخ الفاضل تعقيبا جمع بين أدب جم وأسلوب راق وتفهم واسع للأفكار البسيطة التي عبرت عنها.
وفي سياق النقاش ذاته أنشر الفقرات التالية إسهاما في تسليط الضوء على بعض ملامح الحل المنشود لقضية "المعلمين" والشرائح الأخرى.
بدأت مجموعات من أهلنا من شريحة " المعلمين" منذ بعض الوقت حراكا مشروعا بل ومطلوبا للتنبيه على بعض الاختلالات الاجتماعية التي عرفها المجتمع خلال قرون من الزمن وكان من نتائجها وقوع ظلم على عدة شرائح من نسيجنا الاجتماعي حظي أهلنا من " المعلمين" – الصناع بنصيب وافر منه.
وقد اخترت عبارة" المعلمين" (بإضافة الألف) لأن هذه الفئة الغالية كانت تعلم الجميع ، علمتنا العطاء والجد والاجتهاد والمثابرة والصبر وعلمتنا كيف نبني حضارة وعلمتنا كيف نكتفي ذاتيا ونوفر احتياجاتنا في صحراء ومناطق معزولة عن مراكز الحضارة وعلمتنا القدرة على تحمل الأذى وعلمتنا البساطة والتواضع وعلمتنا طرائق الاعتماد على النفس ومناهج الإبداع والتطوير وأساليب صقل المهارات. وعلمتنا الجمع بين الحرفة وعمل اليد وكسبها وبين طلب العلم والنبوغ فيه والاستقامة على شرائع الدين.. وعلمتنا التميز في الإنتاج الأدبي ، خاصة الأدب الحساني حيث كان لهذه الفئة من النبوغ فيه ما لا تخفى شواهده.
قام مجتمع "البيظان" كغيره من المجتمعات البشرية على "تراتبية" وظيفية تداخلت فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فاصطلح المجتمع بعفوية ، ابتداء، على تخصص وظيفي أفرز في مراحل أخرى طبقات اجتماعية كانت في أصلها وظائف وحرفا وتخصصات تخدم فيها كل فئة الفئات الأخرى وكانت المسألة في الغالب على سبيل الاختيار لا الجبر والقهر باستثناء حالة (العبيد- الحراطين) التي كانت ظلما واضحا بغض النظر عن الجدل المتعلق بالسياقات التاريخية لتفسير تلك الظاهرة وتحديد كيف بدأت ولماذ؟
ولمحاولة وضع الأمور في نصابها لا بد من التذكير بأن هذا المجتمع المعروف بمجتمع " البيظان" عاش في ظروف استثنائية مقارنة مع جيرانه في الشمال والجنوب فلم تخل أحوال الجيران من وجود سلطة مركزية تقوى شوكتها تارة أو تضعف أحيانا لكن التاريخ لم يسجل ، على حسب علمي، فراغا كبيرا في السلطة خاصة عند جيراننا في الشمال..
أما في بلاد (السيبة) أو صحراء الملثمين ، فكان وجود سلطة مركزية هو الاستثناء قبل ظهور المستعمر الفرنسي وسيطرته على البلد ليمهد بعد ذلك لكيان الدولة المعروف اليوم بموريتانيا.
نعم ظهرت بعض الإمارات وكان لها نوع سيطرة في مراحل تاريخية لكنها لم تتمكن من بناء مجتمع متماسك يتوفر على الحد الأدنى من مقومات الحياة المدنية المنظمة .. هذه الحالة أفسحت المجال أمام الفئات الموجودة لإدارة الشأن العام بطريقتها وكان العامل الأساسي للبناء الاجتماعي والسياسي هو عامل القوة فكلما كانت فئة معينة أقوى كان
بإمكانها أن تضع بصماتها لتحدد الاتجاه العام للعلاقة بين مختلف طبقات المجتمع.
ونتيجة لهذا الوضع الذي لم يكن فيه سلطان مركزي غالبا، كانت الفوضى هي سيدة الموقف فقام المجتمع على ركيزتين أساسيتين إحداهما الفوضى الشاملة والأخرى هي أن البقاء أو الكلمة العليا إنما هي للأقوى ، أما الفوضى فكان الجميع ضحايا لها حتى أولئك الذين كانوا يملكون القوة بشقيها المادي ( السلاح ) أو المعنوي ( العلم)..
ونتيجة لهذه الفوضى كانت الحروب هي الأصل– غالبا- في العلاقة بين جميع الأطراف بل حتى بين أهل الشريحة الواحدة ، فالزوايا الذين كانوا هم حملة لواء العلم وحماة الدين عاشوا حروبا طاحنة فيما بينهم تكون أسبابها في كثير من الأحيان عصبيات أو صراعا على أرض أو ماء..أما الحروب بين الإمارات أو بين أمراء الإمارة الواحدة فأكثر من أن تعد وتحصى.
إن أرضية كهذه لا يستغرب أن تنتج بعض المخالفات الخطيرة والبعد عن تعاليم الإسلام أحيانا بناء على اجتهادات تقبل أو ترفض في سياقات تاريخية معينة..
كان من نتائج هذه الفوضى أن رسخت العصبيات والافتخار بالنسب حتى أن أبناء الشريحة الواحدة كالزوايا كان بعضهم يرى أن قبيلته أعظم شأنا من القبائل الأخرى وكذلك الحال بالنسبة لأبناء القبيلة الواحدة إذ كان بعضهم لا يزوج بعض أبناء قبيلته لأنهم أقل شأنا منه في نظره، فما بالك بنظرته للقبائل الأخرى أحرى لبني حسان بله الفئات الأخرى من " المعلمين" والحراطين وغيرهما.
ومع أن مجتمع الزوايا مجتمع علم نذر أهله أنفسهم لنشر الدين وتبيان الحلال والحرام إلا أنهم وقعوا في بعض المخالفات الشرعية التي يصعب تفسيرها بسهولة ، ومن أمثلة ذلك بعض العادات المتعلقة بالزواج التي ليس لها أصل من شرع الله وغير ذلك من العادات التي ربما جاءت ثمرة تلاقح العادات العربية والإفريقية والبربرية.
ولذلك قد نجد بعض الفهم ، وليس التبرير، لما لحق ب"المعلمين" من ظلم اجتماعي وهنا لا بد من التوقف قليلا عند بعض القضايا التي شكلت إساءة لأهلنا من شريحة "المعلمين":
قضية الأصل:
سادت في المجتمع الموريتاني على مر عصور طويلة ثقافة الافتخار بالنسب كما ذكرنا آنفا، واختار الناس لأنفسهم من الأصول ، حقيقة أو توهما ، ما يعلي من شأنهم ، فوظف النسب لرفع قوم أو منح آخرين درجات متدنية في السلم الاجتماعي بغض النظر عن الصواب والخطأ في كل ذلك..
ونال أهلنا "المعلمين "نصيبهم من هذا الظلم الاجتماعي والمعنوي ، لكن هذه المسألة في تقديري، لا تقدم ولا تؤخر فالإنسان لا يختار أبويه ولا جنسه أو لونه ، والعبرة إنما هي بما شرعه لنا ديننا الحنيف قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) وبذلك تسقط كل الاعتبارات التي تواضع عليها الناس لتحديد قيمة الإنسان اعتمادا على نسبه أو ماله أو شكله أو نحو ذلك . ثم إنه لو كان الأصل مذمة لكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس انتباها لهذا الموضوع وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء فكان الرجل يسلم ويبقى أبوه على الكفر فهل ينقص ذلك منهم؟.
وعلى أية حال فليس لأحد أن يحدد للناس أصولهم ، فالناس مصدقون في أنسابهم كما قيل قديما، والعبرة إنما هي بالهدف من تحديد هذا الأصل فإذا كان على سبيل الذم والاستهزاء عندها ندخل في طور الغيبة وأكل الأعراض وذلك ممنوع شرعا ومن الآثام الكبيرة.
فالإنسان لن يحاسب يوم القيامة لأنه ابن فلان أو فلانة أو من هذا البلد أو من هذه القارة أو من هذا الجيل أو ذاك فقد ورد في الحديث (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم .ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم( فالإنسان سيحاسب على امتثاله واجتنابه وعلى عطائه ونفعه لخلق الله .
وهذه هي الجاهلية بعينها أن يعير الإنسان بأصله ونسبه أو تحدد قيمته على ذلك الأساس..
قضية الأحاديث والفتاوى حول شريحة " المعلمين"
تداول الناس في المجتمع الموريتاني قديما مقولات يظنونها أحاديث والحال أنه لا أثر لها في الصحاح، بل لعلها أحاديث موضوعة ، تصف فئة المعلمين بصفات سلبية ودون الدخول في تفاصيل تلك المقولات ، لنتذكر أن حرفة "المعلمين" هي أشرف الحرف والمهن ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي اللـه داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) ويكفي " المعلمين" شرفا أنهم كانوا من أكثر الفئات اشتغالا بعمل اليد وإنتاجا وكسبا للحلال بعرق جبينهم، وأنهم كانوا باشتغالهم بإلانة الحديد ورثة لنبي اللـه داود عليه السلام في صنعته.
أما الفتاوى التي نشرت مؤخرا – والحمد لله أنها ليست حديثة - حول عدم جواز الصلاة خلف "المعلمين" فقد كفانا أهل العلم مؤنة الرد عليها والذي أؤكد هنا أنني أصلي دون شك أو تردد خلف "المعلم"- وخلف الحرطاني وخلف كل مسلم بغض النظر عن لونه أو فئته (صلوا خلف من يقول لا إله إلا الله).
والحمد لله أنني لم أسمع في المجتمع الذي تربيت وعشت فيه مثل هذا النوع من الفتاوى بل الذي أعرفه أن شريحة "المعلمين" كانت تحظى في مجتمعنا بقدر من الاحترام ولا أدعى هنا أن مجتمعنا كان خاليا من بعض الأساطير التي نسجت حول أهلنا " المعلمين" . ومن أمثلة ذلك التكريم أن السيد الفاضل أحمدو ولد جريفين رحمه الله كان أحد أركان مجتمعنا وكان أحد سادته وجمع بين إتقانه لعمله وخدمته للمجتمع واستقامته ، فقد كان مواظبا على المسجد مع الخلق الكريم وهكذا أبناؤه من بعده وكذلك السيد الفاضل محمد الأمين ولد خي رحمة الله عليه الذي كان "سيف" - (مندوب الفخذ لدى الجماعة)-أحد أفخاذ القبيلة في قريتنا (برينة) في الجنوب الموريتاني وهذا منصب عادة لا يمنح إلا للمتميزين من أبناء المجتمع.
وأذكر أن زميلنا وصديقنا العزيز محمد ولد لكويري الذي اشتركنا معه بعض المراحل الدراسية كان يحظى بكل التقدير والاحترام بين الطلاب والأساتذة وكان متميزا متفوقا في الدراسة وكذلك حظي كل أفراد هذه الشريحة في مجتمعنا بالاحترام والتقدير.
قضية المصاهرة
تعتبر قضية الروابط الاجتماعية ، من زاوية الزواج والمصاهرة ، من إشكالات العلاقة بين فئات المجتمع الموريتاني كغيره من المجتمعات القبلية البدوية وهي أمر غيبت فيه مقاصد الشارع في حالات كثيرة ولذلك قد يكون من المناسب مناقشة قضية الكفاءة وهل المعتبر فيها النسب أو الصلاح والاستقامة.؟
الكفاءة في النسب
الكفاءة لغة هي المماثلة والمساواة والكفء : المثيل والنظير
الذي عليه كثير من أهل العلم أن الأساس في الكفاءة إنما هو الاستقامة والخلق وقيمة هذه لا تقارن بالنسب والصناعة والغنى أو نحو ذلك..
والذي عليه مذهب السادة المالكية أن الكفاءة معتبرة فقط بالاستقامة والصلاح ، والغريب هنا أن يكون مجتمعنا الذي هو من أكثر المجتمعات الإسلامية تمسكا بالمذهب المالكي ، يناقض في السلوك الاجتماعي موقف السادة من المالكية من قضية الكفاءة.
قال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه عن حكم زواج الأكفاء : الناس بعضهم أكفاء لبعض ، عربيهم وعجميهم ، قرشيهم وهاشميهم إذا أسلموا وآمنوا..
وهذا ما رجحه ابن القيم حيث يقول في زاد المعاد : فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ولا عفيفة بفاجر. ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك ..
وذهب ابن حزم إلى عدم اعتبار هذه الكفاءة فقال : ( أي مسلم – ما لم يكن زانيا- فله الحق في أن يتزوج أية مسلمة ما لم تكن زانية) وقال : وأهل الإسلام كلهم إخوة لا يحرم على أي زنجية لغية نكاح لابنة الخليفة الهاشمي .. والفاسق المسلم الذي بلغ الغاية من الفسق – ما لم يكن زانيا – كفء للمسلمة الفاسقة ما لم تكن زانية) وقال : والحجة قوله تعالى : (( إنما المؤمنون إخوة)).
ثم إنه لو كانت الكفاءة بالنسب ، لما أنكح النبي صلى الله عليه وسلم زينب من زيد ولما أنكح صلى الله عليه وسلم المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.
وأين نحن من تزويج أبي حذيفة سالما من هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهو مولى لامرأة من الأنصار وكذلك تزويج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف.
هذه أمثلة سريعة من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم فيما يتعلق بقضية الكفاءة وهذا النهج الذي يعتمد الاستقامة والصلاح في الكفاءة، أقرب إلى العدل وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع وأبناء البلد الواحد فكيف إذا كان استبعاد الكفاءة بالنسب يعزز الأخوة ويبعد الفتن عن المجتمع الذي لا تخفى هشاشته وما يتهدده من مخاطر بسبب عدم التوازن في العلاقات الاجتماعية..؟
آن لنا أن نخرج من مرحلة الشرائح المغلقة وننظر للإنسان باعتبارات كبرى ثلاث : أنه إنسان وأنه مسلم وأنه مواطن.
ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
أم نريد أن نذكي نعرات الفتنة والفرقة في مجتمعنا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرضوفساد كبير . قالوا : يا رسول الله و إن كان فيه ? قال : إذا جاءكم من ترضوندينه و خلقه فأنكحوه ... ثلاث مرات ".
ومع هذا فهذه المسألة من حقوق الإنسان الشخصية ، فالشرع لا يفرض على الناس أن يزوجوا بناتهم ممن لا يرضونه، إنما القضية أن هذه المسألة تصادم ظاهر النصوص الصريحة فلا يعقل أن نتمسك بتقاليد اجتماعية بالية لم يأمرنا بها ديننا الحنيف بل قد نرتكب مخالفة عن قصد أو من غير قصد بتمسكنا بهذه العادات والتقاليد فرفض أبناء الشرائح الأخرى لاعتبارات خارج سياق الصلاح والاستقامة لا يوافق سلوك التواضع وغيره من الأخلاق الحميدة..
مسالة المنافسة
يطرح بعض النخبة من أهلنا من "المعلمين" أن الزوايا لم يرغبوا في التحاق " المعلمين " بركب العلم مخافة أن ينافسوهم على مصدر عيشهم ، ولا أستبعد أن يكون حصل بعض هذا ، لكن يصعب تعميم هذه الصورة التي لا أراها دقيقة لعدة أسباب منها : أولا : أن هناك أسرا من "المعلمين " اشتغلت بالعلم وأنجبت علماء أجلاء لا يجهلون،
ثانيا : أن المجتمع تواضع في تلك الحقب على تخصص وظيفي فأصبحت كل فئة تهتم بوظيفتها دون التدخل في تخصص الفئات الأخرى ،
ثالثا : أن الزوايا لم يشتغلوا بالعلم من أجل التكسب بل كانت لهم أغراض أسمى من ذلك بكثير..
أما اليوم فقد تغيرت الصورة تماما ، أو بدأت تتغير، وذلك مع وجود المدرسة الحديثة التي تستوعب "المعلم" والحرطاني والزاوي والكوري ويتخرج فيها الجميع يحمل شهادات علمية ليست مختومة بختم هذا من الشريحة الفلانية أو من تلك ، فالأصل أن الفرصة متاحة للجميع بغض النظر عن عجز الدولة عن تنفيذ ما يقتضيه الحال من التمييز الإيجابي في حق بعض الشرائح المغبونة.
أما المحضرة، فمع أنها تراجعت إلى حد معين فلا أعتقد أنها تفرق بين ابن شريحة وأخرى فالمسألة تعود إلى همة طالب العلم فالباب ، في تقديري، مفتوح ومن شق لنفسه طريقا من علم وإبداع فلا تضره بعد ذلك كلمة من جاهل اشتغل بالناس بينما اشتغل هو بالعلم والإبداع وشتان ما بين الاثنين.
هل نحاكم التاريخ؟
من حق "المعلمين " أن يرفعوا الصوت ويطالبوا برفع الظلم عنهم ومنحهم ما يستحقون من فرص ورد الاعتبار وبناء كرامتهم المخدوشة ، بل من واجبنا جميعا أن نسبقهم إلى ذلك الحراك ، وكلما كان الخطاب عادلا وحكيما ومتعقلا وسديدا كان أقرب إلى تحقيق الهدف وكلما كان الأمر عكس ذلك ابتعدنا عن الهدف وأصبحت المسألة محاكمة للتاريخ وزرعا لبذور الشقاق . أجل ، لا باس بالعودة للتاريخ لتحديد ملامح الصورة من زواياها الكاملة ، لكن صفحة الماضي انطوت وما حصل فيه لا تتحمل مسؤوليته الأجيال الحالية ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت).
إنما الذي يتعين علينا هو استلهام الدروس من الماضي لإحكام تدابير المستقبل لبناء جيل متجانس في مجتمع مكتمل الانتماء لوطنه معتز بدينه لا غل فيه ولا حسد ولا ظلم فيه ولا غبن ولا تهميش ولا إقصاء ، جيل تتحدد فيه قيمة الإنسان على أساس استقامته وصلاحه وعطائه لا على أساس شريحته أو أصله..
وأرجو أن لايترك هذا الحراك للمتحمسين من الشباب الذين بلغ ببعضهم الحماس أن أدخل "المعلمين" الجنة وهذا ما نسال الله أن يحققه بينما كانت النار من نصيب الزوايا أو بعضهم وفقا لما عبر عنه خيال هذا لأخ الكريم ، إلا إن فضل الله واسع يسع الجميع ، نسأل الله أن ينجينا جميعا وأن لا يكون منا أهل شقاء ولا حرمان والغيب أمره إلى الله .
نعم رد الظلم مطلوب والصدع بالحق واجب شرعي تمليه مصلحة الوطن ، لكن القاعدة في ذلك ( لا ضرر ولا ضرار) وقوله تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
وعموما يمكن إجمال الموضوع في النقاط التالية:
- الاعتراف بأن شريحة أهلنا من الصناع أو لمعلمين تعرضت لظلم معنوي على فترات من تاريخ مجتمعنا يعتبر من المنكرات العظيمة التي يجب تغييرها حسب الحال وفق ما ورد في الحديث النبوي الشريف المعروف في هذا المعنى.
- أنه يحق للناشطين من هذه الفئة العزيزة أن يعبروا بالوسائل المشروعة عن حجم الظلم ويسعوا لرفعه
- أن اهتمام طليعة مثقفي ومتعلمي لمعلمين لا يعفي الفئات الأخرى من هذه المسؤولية - مسوؤلية إنصاف هذه الشريحة ورفع الظلم عنها وتضميد جراحها التي خلفها تاريخ طويل من التخلف والجهل
- مع التأكيد على استنكار ما لحق هذه الشريحة من ظلم متعدد الأشكال وتوظيف بعض النصوص الدينية لتكريسه فإن الأمر ، في تقديري، يدخل ضمن مرحلة من عدم الوعي عاشها المجتمع في فترات معينة وظلمت فيها أكثر من شريحة بل وبنيت فيها عادات اجتماعية على أعراف أو فهوم ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكن هذا الجانب خاصا بفئة المعلمين دون سواها.
- أن التعميم في إلباس جميع الزوايا نفس الأخطاء وتحميلهم جميعا تلك المسؤولية غير سليم
- أنه ليس من الحكمة أن نجعل "المعلمين " مجتمعا منفصلا مستقلا عن مجتمعهم فهم في جزء من المجتمع الموريتاني وليس من مصلحة أحد أن يعتبرهم مجتمعا مستقلا.
- أن يكون الهدف من النضال هو الإنصاف وإحقاق الحق وليس تحويل الزوايا إلى ظلمة ، فمهما كانت أخطاء بعض أبناء الزوايا فلا يمكن أن ننكر أنهم نشروا العلم والدين في ربوع هذه البلاد وخارجها فلا أقل من أن نعطيهم الدرجة التي حددتها الآية الكريمة ( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم).
وهذه جملة مقترحات أرجو أن تسهم في وضع ملامح عامة لحل المشاكل الفئوية في بلادنا وفي إنصاف شريحة "المعلمين" وغيرها من الشرائح المغبونة :
أولا : على العلماء والدعاة والمشايخ تبيين رأي ديننا الحنيف فيما تعرضت له الشرائح الاجتماعية من ظلم وممارسات خاطئة، وليس الأمر خاصا بشريحة "المعلمين"، بل يشمل معها شرائح أخرى، في مقدمتها الحراطين، وعلى العلماء والمشايخ والدعاة بيان الحق في ذلك وتوعية الناس فيما يتعلق بقضية الكفاءة في الزواج ونقلها من الكفاءة في النسب إلى الكفاءة في الدين والصلاح والاستقامة والعطاء للمجتمع.
ثانيا : على النخبة المثقفة المشاركة بفعالية في توعية المجتمع والتنبيه إلى ضرورة نبذ وتجاوز ذلك الإرث الاجتماعي الذي يكرس الظلم ضد أهلنا " المعلمين" والحراطين وينتقص من كرامتهم
ثالثا : تشجيع التمييز الإيجابي لصالح الشرائح المظلومة عموما
رابعا : على الدولة أن تضطلع بمسؤوليتها في إنصاف هذه الفئة، وغيرها من الفئات المهتضمة، وأن تسن القوانين المطلوبة التي تجرم الإقصاء المعنوي والاستهزاء والانتقاص من كرامة المواطنين والشرائح المهمشة ..
هذه ملامح عامة أحببت أن أعرضها لعل الله ينفع بها في سبيل حل مسألة أهلنا من"المعلمين " وغيرهم من الشرائح المغبونة ، فالأمر جد ومجتمعنا بحاجة إلى وسائل تعزيز التآلف والمحبة والوفاق وذلك يقتضي تكاتف الجهود لإنصاف كل مظلوم لكن بالطرق الحكيمة العادلة لا بطرق زرع الفتنة والأحقاد فشتان بين من يريد أن يبني ويصلح ويؤسس لمجتمع متراحم ودولة عدل وبين من يسعى للهدم والفتنة وإقامة دولة الإقصاء والفوضى ، فبلدنا بحاجة للجميع وديننا هو الملاذ في كل ذلك إن فهمناه على وجهه الصحيح وطبقناه التطبيق السليم (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بن الناس).
وصلى الله وسلم على حبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
Abo.mukhtar11@gmail.com

المنتدى العالمي لنصرة الرسول الكريم يعلن تضامنه مع "حراك لمعلمين"

أعلن المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم امس بفندق ايمان في نواكشوط  خلال ندوة ثقافية وفكرية تضامنه مع حراك لمعلمين تحت شعار الإسلام والعدالة الاجتماعية رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوتنا"
 وأشاد امين الثقافة في المنتدى محمد ولد امد  في كلمة افتتاحية بالندوة باسم رئيس المنتدى الشيخ علي الرضا
بجهود هذه الجماعة الطيبة في نصرة الرسول صلى الله عليه والدفاع عن الحق والتمسك بسنن الهدى" مؤكدا  ان المنتدى يشد على ايديهم في اتباع الحق"
وتخللت الندوة عروض قدمها عدد من المهتمين تناولت واقع شريحة لمعلمين كما تضمنت الندوة القاءات شعرية  مديحية .
وجاء في كلمة محمدن بن امد أمين الثقافة بالمنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الندوة التي نظمها حراك لمعلمين تحت عنوان : "الإسلام والعدالة الإجتماعية رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوتنا":
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المحجلين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أما بعد فإننا باسم رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم علي الرضا بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه نُشيد بجهود هذه الجماعة الطيبة في نصرة الرسول صلى الله عليه والدفاع عن الحق والتمسك بسنن الهدى على نهج سلفها الصالح ونَشُد على أيدهم في اتباع الحق وذلك من شيمهم وحسن أخلاقهم وندعو للتحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن أمراض القلوب التي قد نهى الشرع عنها والتمسكِ بالسنة فإننا إن تمسكنا بها صلح أمرنا وذهب الظلم والتخالف عنا، ولم يجد جند الباطل فينا مدخلا،
ولعلي الرضا بن محمد ناجي قصة مشهورة في هذا الصدد وذلك قبل ما يزيد على عشرين سنة من الآن وهي أن أحد أفراد هذه المجموعة دخل مسجدا لصلاة الصبح فيه ولما انقضت الصلاة لم تسلم جماعة المسجد عليه فقام الشيخ علي الرضا إليه مبادرا بالسلام عليه وضمه إليه جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا
هذا وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الظلم والحيف، ففي صحيح البخاري -بَابٌ الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ-: ..عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وفي صحيح مسلم -بَاب تَحْرِيمِ الظُّلْمِ-: ..عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
إلى غيرها من الأحاديث الواردة في الظلم، وفي الأخير أعلن باسم رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم علي الرضا بن محمد ناجي تضامننا معكم ضد ظلم وحيف المجتمع قديما وحديثا، وأشكركم والسلام عليكم.)
 

حراك لمعلمين ينظم ندوة علمية في نواكشوط

نظم حراك لمعلمين ندوة علمية بفندق إيمان تحت عنوان : الإسلام والعدالة الاجتماعية بحضور لفيف من المشايخ والأساتذة وعشرات المهتمين والنشطاء، وقد ألقى المحاضرون مداخلاتهم المؤطرة للنقاش ثم فتح باب المداخلات أمام الحضور حيث استمرت الندوة لساعات.
المحاضر الدكتور محمد الامين محمد موسى إنتقد في محاضرته ظواهر التناقض المجتمعية ومجانبتها لتجسيد تعاليم الدين المساواتية التي لم تفرق بين الأبيض والأسود وكانت نموذجا لتكريس العدالة والقضاء على الجاهلية البغيضة من خلال نماذج عمل صلى الله عليه وسلم على تجسيدها كإمامة الموالي وتزويجهم من القرشيات، واستعرض قصة دفع النبي صلى الله عليه وسلم لابنه إلى حداد ينفخ في كِيرِهِ (حانوته) ليتربّى في بيته ، كما إستعرض العديد من الامثلة في ضرورة المساواة بين البشر .
altبدوره ربط الشيخ العلامة محمد بن علي الشنقيطي محاضرته بين الرحمة و استقرار العلم، إذ لا علم بلا رحمة، حيث ساق قصة موسى مع الخضر وأدب طلب العلم والتواضع حتى من الأنبياء، وساق نموذج الفتية المتقين الذين رعاهم الله في الكهف، وجاء بقصة فتنة المال في نفس السورة، وكذا السلطان العادل ذو القرنين الذي خيّر فيما يفعل فقال: {أمّا من ظلمَ فسوف نعذبه ثم يردُّ إلى ربه فيعذبه عذاباً نُكُراً، وأما من آمنَ وعملَ صالحاً فلهُ جزاءً الحُسْنَى وسنقولُ له من أمرنا يُسراً}، حيث أقام العدالة ورحم المستضعفين الذين عانوا من ظلم وجَوْر يأجوج ومأجوج حيث ضرب بينهم رَدْماً ولم يأخذ على ذلك أجراً.
altوكان من بين حضور الندوة التي نظمت مساء أمس السبت على الخصوص ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني من بينهم متحدثون باسم المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتزعمه الشيخ الرضا، وأدلى أيضا نائب رئيس حركة "إيرا" إبراهيم ولد بلال بمداخلة خلال النقاش، هذا فضلا عن عدد من أطر وقادة الحراك.
تأتي هذه الندوة في إطار الأنشطة التي يقوم بها حراك لمعلمين الذي يسعى لتنسيق جهود عدد من المبادرات التي تم إطلاقها مؤخرا.